بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 سبتمبر 2010

حراك


أفق
حراك مسرحي
آخر تحديث:الخميس ,09/09/2010
محمد ولد محمد سالم
تعيش الساحة المسرحية الإماراتية هذه الأيام أجواء عرس مسرحي، ففي أغلب مدن الدولة تحركت الجمعيات والفرق المسرحية لتقديم عروض مسرحية، بدءاً بالشارقة التي ستشهد أيام العيد على مسرح قصر الثقافة عرضاً لمسرحية “عجيب غريب” وهي مأخوذة عن المسلسل الكوميدي الاجتماعي الذي عرض في رمضان، وهو بالاسم نفسه، ومن إخراج الفنان أحمد الجسمي . وفي دبي سيتم عرض مسرحية “أنا وزوجتي وأوباما” التي ألفها مرعي الحليان وإخراج أحمد الأنصاري على خشبة مسرح ندوة الثقافة العلوم، ومسرحية “حريج وفريج” على مسرح المركز الثقافي في رأس الخيمة، وهي من تأليف وإخراج إبراهيم خليف، وفي الفجيرة أعلنت جمعية الفجيرة للفنون والمسرح عن إقامة عرض مسرحية “فاصل ونواصل”، وهي من تأليف خالد الظنحاني، وفي معهد الشارقة للفنون المسرحية تتواصل منذ أيام التدريبات على مسرحيتين هما “سلوقي” و”حرب النعل”، وهما من تأليف إسماعيل عبدالله، ومن المعروف أن كثيراً من الجمعيات الأهلية الأخرى تحافظ باستمرار على إقامة عروض واسكتشات مسرحية لجمهورها خلال احتفالاتها بالأعياد .
الطابع الغالب على هذه العروض الجماهيرية، حيث تحاول توصيل أفكارها في ثوب كوميدي، وهي مناسبة لأجواء العيد وحالة الفرح التي يعيشها الناس، وفي تأكيد رمزي على ما ذهب إليه د . علي عقلة عرسان في كتابه “الظواهر المسرحية عند العرب” من ارتباط الأشكال القديمة للمسرح العربي بالأعياد، ويدل حضور العروض بهذا الكم على رجوع قوي إلى المسرح وتجدد الاهتمام بالجمهور، خاصة بعدما ظلت تلك العروض قليلة الحضور في المهرجانات المسرحية، واستبعدت في أغلب الأحيان من التنافس على الجوائز، ولعل ذلك يكون فاتحة لإعادة الاعتبار إليها، بعدما ثبت أنها ضرورية للمتفرج، وقادرة على أن تقول ما تقوله العروض الجادة، إذا صدرت عن نص جيد، وتوافر لها الإخراج الجيد والممثلون المقتدرون .
ولعل تلك الكثافة في العروض الجماهيرية أيضاً تصل ما كان منقطعاً وتعيد للجمهور ثقته بالمسرح، هذه الثقة التي كان قد افتقدها، في ما قبل، لأسباب عديدة .
ولعلها أخيراً وتعيد للمسرح نفسه نشاطه وحضوره بشكل دائم، وخارج المهرجانات التي كان وجوده مقتصراً عليها، فالمسرح لم يخلق للمهرجانات بل خلق للمتفرج ليشاهده باستمرار، ويتلقى ما يطرحه من قضايا، ويعيش بعمق التجارب الإنسانية التي يعالجها وتسمو بنفسه وإحساسه إلى ما هو نبيل وإنساني وجمالي .
dah_tah@yahoo.fr
الخليج

الأدب ولغة الحقيقة

أفق
الأدب ولغة الحقيقة
آخر تحديث:الجمعة ,17/09/2010
محمد ولد محمد سالم
اجتاحت الأدب العربي في السنين الأخيرة موجة من الكتابة الأدبية اتخذت من التصريح منهجاً، واعتمدت لغة الحقيقة أسلوباً، وجردت معانيها من كل مجاز يمكن أن يتوهّمه القارئ، فحين تستخدم المطر فإنما تعني الماء النازل من السماء على حقيقته الأصلية من دون الاستعمالات الاستعارية التي يمكن أن يتخذ لها بوصفه رمزاً للخصوبة والنماء والتجدد والحياة وغير ذلك مما يقفز من صور ودلالات إلى خيال الأديب المبدع، وهكذا كل الكلمات كما هي، بلا مسوح دلالية ولا تلوينات خيالية، وليس على القارئ إلا أن يتقبلها كما تواضع عليها أهل اللغة الذين يتكلمونها، ولا يتعب خياله في البحث عن إشباع جمالي غير موجود ولم يخطط له الكاتب .
مثل هذه الكتابة هو ما سمي في الأدبيات النقدية “درجة الصفر” في الكتابة حيث اللغة المشتركة المحايدة المجردة من كل خصوصية، وبالتالي من كل إمكانات إبداعية، وحيث العتبة الأولى في كل كلام بشري، ويرى أصحاب هذه النزعة أن الصدق يقتضي أن نقدم الحقيقة مجردة، وأن الحرية تعني أن نقول كل شيء بلا مواربة، وأن تحقيق الإنسانية هو بالعودة إلى اللغة الأولى حيث حرارة الوجود الأول، وحيث كل شيء مكشوف وواضح وبريء .
لكن هذا الاتجاه يسقط في مزالق عدة، أولها أنه يسلب الأدب كل خصوصية ويجعله باهتاً ويساوي بين كل الخطابات مهما اختلف أصحابها ومهما تباينت قدراتهم التخيلية، وثانيها أن الجميل هو المدهش الخارق الذي يخرج عن طور العادة، ويرتفع بالفكر إلى مستوى تخييلي وتفكيري يجد فيه مساحة للحركة والتأمل، وهو ما عرف في علوم البلاغة قديماً بالمجاز، واصطلح عليه حديثاً باصطلاحات كثيرة منها الانزياح والانحراف والتجاوز والمستوى الثاني وغيرها، ومثّله قديماً المجاز المرسل والاستعارة، وأضيف إليهما حديثاً المعادل الموضوعي والصورة وغيرها من الاصطلاحات التي تدخل في هذا الباب، وثالثها أن قول الحقيقة ليس مستطاعاً في كل مرة، وقد لا يكون أيضاً مطلوباً في كل مرة، فهو محاصر بقيود نفسية واجتماعية وسياسية ودينية وبنظم حياة قد لا تكون من مصلحتها تقديم الحقيقة مكشوفة، فتصبح المباشرة هدماً لتلك النظم، وفي مثل هذا الجو لا يبقى للأديب سوى هذا المستوى الثاني من القول ليقول فيه وعن طريقه ما يريد، وهنا امتحان موهبته ومحك عبقريته، وهنا أيضاً مجال التميز الذي يجعل البعض فناناً وأديباً عظيماً ويردّ الآخر إلى الحضيض حين تعجز قريحته فلا يستطيع أن يتجاوز عتبة القول الأولى .
ويرى الكاتب بهاء طاهر أن مثل تلك الكتابة تفتقر في أحيان كثيرة إلى “اللياقة واللباقة” ويقول “التلميح في الكتابة أفضل مئة مرة من التصريح، حتى في الحياة العامة، ومهما كانت درجة علاقتك بأصدقائك، فإنك إذا تطرقت لبعض الموضوعات تلمح تلميحاً ولا تصرح تصريحاً، فما بالك بالكتابة التي توجه لعامة الناس”.
dah_tah@yahoo.fr
الخليج
الرابط: http://www.alkhaleej.ae/portal/32de8f23-7c17-42f4-81a6-c141f3e37ebf.aspx