أفق
أيقونات فلسطينية
تاريخ النشر: 04/08/2014
كان الزعيم ياسر عرفات يسمي الفلسطينيين شعب "الجبارين"، ولم يكن يريد بذلك المعنى السلبي الذي وصف به الكنعانيون في الآية الكريمة "قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين"، لكنه يريد الجبروت الذي هو القوة، القوة الكامنة في النفس وفي إرادة مواجهة الظلم، والتصدي للمصاعب بعزم لا يلين وشجاعة لا تعرف التراجع، هذا الجبروت لا يمكن فهمه إلا حين يكون الشعب على المحك، وفي اللحظات الحرجة التي يكون فيها أمام امتحان صعب، وما يحدث اليوم في غزة هو أحد تلك اللحظات التي تصدّق قول ذلك المناضل الأبدي الذي لفظ آخر أنفاسه وهو جبار يتشبث بإرادة الصمود، وقد ضيق عليه الخناق في مكتبه، والمرض يأكل جسمه .
في هذه اللحظة التاريخية نفهم بحق معنى شعب الجبارين، فحين تقف أم فقدت سبعة من أبنائها أمام شاشات التلفزيون وتقول للعالم: "فليهدموها علينا . . فليبيدونا، لكننا لن نستسلم ولن نذل" تعرف ما هو معنى ذلك الوصف، وتعرفه في تلك الفتاة التي لم تنس في غمرة دموعها ورعبها وقد نجت من مقتلة الشاطئ التي ذهب فيها أترابها، لم تنس أن تقول: "حسبي الله فيهم . . يريدون قتلنا . . هذه أرضنا ولن نخرج منها"، ذلك هو الجبروت الجميل النابع من الانتماء للأرض والوطن والتمسك به، ذلك هو غذاء الروح الذي ترضعه تلك المرأة الجبارة لأطفالها، فتنمو القوة النفسية والروحية فيهم قبل أن تنمو أجسامهم .
في تاريخ نضالات الشعوب ضد الاحتلال، وضد أشكال الظلم، ليس غريبا أن تروى بطولات فردية وجماعية عن رجال شجعان يقودون ثورات، ويواجهون العدو ويهزمونه، وللوطن العربي نصيب كبير من ذلك، ونتذكر عبد القادر الجزائري وعمر المختار وغيرهما كثير، لكنّ ما يميز حالة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال أن زمام المبادرة في النضال ليس مقصوراً على أولئك الأبطال الشجعان، بل يتعداهم إلى الأطفال والنساء، وبالأمس القريب أبدع أطفال فلسطين ثورة الحجارة، وأصبح الفتى الفلسطيني الذي يملأ يديه بالحجارة أو يشد بهما سيور المقلاع في وجه دبابة صماء رعناء، قد حددت صدره هدفاً لقذيفتها، أصبح هذا الفتى أيقونة من أيقونات النضال في العصر الحديث .
بالأمس القريب أيضاً طافت شاشات العالم صورة تلك العجوز التي تتشبث بجذع شجرة الزيتون وقد أحاط بها جنود العدو مدججين بأسلحتهم وعرباتهم، يريدون أن يقتلعوها من أرضها، ويقتلعوا زيتوناتها القليلة لحرمانها من كل أسباب الحياة، لكنها هزمتهم "بصورتها المناضلة" التي هزت العالم، وبالأمس أيضا وفي إحدى حروب إسرائيل المتوحشة المتوالية على غزة الدامية، قالت إحدى النساء الغزاويات الجبارات، وهي تعاين أشلاء أطفال صغار قتلتهم إحدى الغارات الجوية المبيدة: "قتلوا أولادنا . . بدهم يقضوا علينا . . بس، بدنا نْضَل نخلف . . ونضل نخلف"، ما يعني أن إرادة الإنجاب أصبحت أحد أشكال النضال لدى المرأة الفلسطينية حفاظاً على "النوع" الفلسطيني من الانقراض بسبب سياسة الإبادة المستمرة التي يمارسها عليهم كيان عنصري أطلق العالم المتحضر يده فيهم .
محمد ولد محمدسالمفي هذه اللحظة التاريخية نفهم بحق معنى شعب الجبارين، فحين تقف أم فقدت سبعة من أبنائها أمام شاشات التلفزيون وتقول للعالم: "فليهدموها علينا . . فليبيدونا، لكننا لن نستسلم ولن نذل" تعرف ما هو معنى ذلك الوصف، وتعرفه في تلك الفتاة التي لم تنس في غمرة دموعها ورعبها وقد نجت من مقتلة الشاطئ التي ذهب فيها أترابها، لم تنس أن تقول: "حسبي الله فيهم . . يريدون قتلنا . . هذه أرضنا ولن نخرج منها"، ذلك هو الجبروت الجميل النابع من الانتماء للأرض والوطن والتمسك به، ذلك هو غذاء الروح الذي ترضعه تلك المرأة الجبارة لأطفالها، فتنمو القوة النفسية والروحية فيهم قبل أن تنمو أجسامهم .
في تاريخ نضالات الشعوب ضد الاحتلال، وضد أشكال الظلم، ليس غريبا أن تروى بطولات فردية وجماعية عن رجال شجعان يقودون ثورات، ويواجهون العدو ويهزمونه، وللوطن العربي نصيب كبير من ذلك، ونتذكر عبد القادر الجزائري وعمر المختار وغيرهما كثير، لكنّ ما يميز حالة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال أن زمام المبادرة في النضال ليس مقصوراً على أولئك الأبطال الشجعان، بل يتعداهم إلى الأطفال والنساء، وبالأمس القريب أبدع أطفال فلسطين ثورة الحجارة، وأصبح الفتى الفلسطيني الذي يملأ يديه بالحجارة أو يشد بهما سيور المقلاع في وجه دبابة صماء رعناء، قد حددت صدره هدفاً لقذيفتها، أصبح هذا الفتى أيقونة من أيقونات النضال في العصر الحديث .
بالأمس القريب أيضاً طافت شاشات العالم صورة تلك العجوز التي تتشبث بجذع شجرة الزيتون وقد أحاط بها جنود العدو مدججين بأسلحتهم وعرباتهم، يريدون أن يقتلعوها من أرضها، ويقتلعوا زيتوناتها القليلة لحرمانها من كل أسباب الحياة، لكنها هزمتهم "بصورتها المناضلة" التي هزت العالم، وبالأمس أيضا وفي إحدى حروب إسرائيل المتوحشة المتوالية على غزة الدامية، قالت إحدى النساء الغزاويات الجبارات، وهي تعاين أشلاء أطفال صغار قتلتهم إحدى الغارات الجوية المبيدة: "قتلوا أولادنا . . بدهم يقضوا علينا . . بس، بدنا نْضَل نخلف . . ونضل نخلف"، ما يعني أن إرادة الإنجاب أصبحت أحد أشكال النضال لدى المرأة الفلسطينية حفاظاً على "النوع" الفلسطيني من الانقراض بسبب سياسة الإبادة المستمرة التي يمارسها عليهم كيان عنصري أطلق العالم المتحضر يده فيهم .
dah_tah@yahoo.f