بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 30 يونيو 2012

غارودي يكشف زيف حرية الرأي الغربية

مواقفه درس للمتساقطين في أحضان الصهيونية العالمية
آخر تحديث:الاثنين ,25/06/2012


محمد ولد محمد سالم

أخيراً ترجل روجيه غارودي عن صهوة تاريخ حافل بالتجوال الفكري الحر، والالتزام الإنساني العميق، وبعد 99 عاماً وفي 13 يونيو/حزيران الجاري غادر إلى مثواه الأخير، وفي حلقه غصة من زيف حرية الرأي وقيم الحضارة الغربية التي تملأ دعاويها أسماع الدنيا، في الوقت الذي تتحطم فيه تلك الدعاوى على صخرة مواجهة المسكوت عنه في الفكر الغربي، ومحاولة النبش في حقائق الصهيونية العالمية .
حين نشر روجيه غارودي سنة 1996 كتاب “الأساطير المؤسسة للسياسة “الإسرائيلية”” لم يكن يبحث عن سمعة ولا جائزة ولا حظوة لدى أي كان، فقد كان ذلك الأستاذ الجامعي الثمانيني يومها يحظى بشهرة فائقة وتشهد كتبه الكثيرة إقبالاً واسعاً، ويحتفظ في بيته بأرفع الأوسمة الفرنسية عن دوره المشهود في مقاومة النازية وحكومة فيشي العميلة، لكنّ كل تلك الحظوة لم تكن لتدفعه وهو المفكر الإنساني الحر إلى خيانة ضميره والسكوت على جريمة إنسانية تحقق منها بالأدلة العلمية، وأدرك فساد دعوى مرتكبيها وبطلان حججهم، ولم يردعه أيضاً ما كان يعرف أنه ينتظره من هجوم وإرهاب فكري وتهميش، فمضى يتبع نداء ضميره وقيمه الإنسانية التي لا تقبل بالظلم والعنصرية والإبادة الجماعية للبشر، فدان الجرائم “الإسرائيلية” في فلسطين وطعن في الدعاوى التي تقدم لتبرير تلك الجرائم، وانصب جهده على مراجعة مقولات “الشعب المختار” و”الحق التاريخي” والأرقام المبالغ فيها عن “المحرقة النازية” التي غدت حقيقة مقدسة تستعطف بها “إسرائيل” الغرب، وتبرر بها احتلالها للأرض العربية وإبادتها للشعب الفلسطيني الذي يقف في وجه “الحق الإلهي” المزعوم ل”الإسرائيليين” في أرض “الميعاد”، وأراد بتلك المراجعة أن يبين بطلان تلك الدعاوى الصهيونية، ويبين حق الفلسطينيين في العيش كرماء على أرضهم وأن يرفع عنهم الظلم .
من العجيب أن ما أدركه ابن موظف الحسابات الفرنسي وفيلسوف الماركسية السابق، وسعى لدحضه بدافع من الضمير الإنساني المحض، والانحياز الفطري للمظلومين، قد أنكره أو تجاهله ثلة من المثقفين من أبناء الأرض وإخوة الدم العربي، بدافع هذه المرة من الحظوة لدى الغرب والبحث عن اعتراف ومكاسب هناك، ونتذكر الرسالة الشهيرة التي وقع عليها مثقفون عرب والتي تدين مؤتمر المؤرخين المراجعين “للمحرقة” الذي كان سيعقد في بيروت في نهاية مارس/آذار ،2001 وطالب فيها أولئك المثقفون الحكومة اللبنانية بمنع عقد ذلك المؤتمر بحجة أنه “معادٍ للسامية”، وتناسوا أن المبالغة الصهيونية بشأن المحرقة واستغلالها المفرط في الدعاية هو ما سهّل لهم احتلال فلسطين وإبادة الفلسطينيين وتشريدهم، وذلك أبشع أنواع العداوة للسامية، أليس العرب من أبناء سامٍ؟ لكن ضمائرهم تلك الثلة من المثقفين كانت مغطاة بالطمع في جوائز الغونكور ونوبل وغيرها، وبالتطلع للاعتراف الغربي بهم كمثقفين متحضرين يُدعوْن إلى المؤتمرات العالمية وتترجم كتبهم إلى اللغات الأوروبية والعبرية، وكانوا مستعدين للانسلاخ من كل شيء من أجل ذلك، ومن المؤسف أن التنكر للحق الفلسطيني والارتماء في أحضان “إسرائيل” أصبح اليوم طريقاً سهلاً للباحثين عن الحظوة لدى الغرب، وقبل أيام حظيت المخرجة التونسية نادية الفاني بزيارة ل”تل أبيب” للمشاركة في ندوة هناك تقديراً لها على عدائها للعرب والإسلام و”تسامحها” مع “إسرائيل” والصهيونية، وكانت أفلامها المجدفة قد لقيت رواجاً كبيراً في الغرب وحصلت على جوائز عدة، كذلك شأن الكاتب الفرانكفوني الجزائري بوعلام صنصال صاحب رواية قرية “الألماني أو مذكرات الأخوين شيلر” الصادرة سنة 2008 التي تحكي قصة علاقة ضابط سابق في الجيش النازي بقادة جبهة التحرير الوطني في الجزائر، وتهدف إلى النيل من سمعة الثورة الجزائرية العظيمة بربطها بالنازية، وقد احتفى اللوبي الصهيوني في الغرب بالرواية فحصلت سنة 2011 على “جائزة السلام” من جمعية أصحاب المكتبات في ألمانيا، وترجمت إلى العبرية واحتفت بها الصحف “الإسرائيلية” ودعي صنصال إلى “إسرائيل” في مايو/أيار الماضي للمشاركة في مؤتمر أدبي عالمي ترعاه الحكومة “الإسرائيلية” .
الفرق بين غارودي وبين أولئك الطالبين للسمعة الغربية والمنفعة المادية، هو أن غارودي واجه الصهيونية وهو في قمة مجده وأوج رواجه، وكان يمكنه وهو الخارج لتوه من الحزب الشيوعي الفرنسي أن يرتمي في أحضان الصهيونية، فيزداد سمعة على سمعة، ورواجاً على رواج، لكنه لم يكن طالب ماديات، بل كان طالب حق، ومناصرا بتلقائية للخير وعدوا للشر، ومسيرته الفكرية والسياسية تؤكد ذلك بشكل واضح، فقد كانت البداية من مسقط رأسه مرسيليا على شاطئ المتوسط التي بذرت فيه بذرة التعاطف الإنساني مع الضعفاء والمقهورين، وغرست في نفسه الإيمان بمبادئ العدل والمساواة حين كان يرى عمال السخرة المستجلبين من أقاليم ما وراء البحار للعمل في مصانع الإمبراطورية وهم يئنون تحت وطأة الأعمال الشاقة والسخرة لخدمة فرنسا الاستعمارية، وتأصلت تلك المبادئ أثناء الحرب العالمية الثانية حين احتُلت فرنسا فعارض بشدة الاحتلال النازي وحكومة فيشي العميلة له، واعتقل بسبب ذلك في الجزائر حيث كان يدرس، ومما أثر فيه بالغ التأثير وشد انتباهه للقيم الرفيعة للحضارة العربية الإسلامية أن المجندين المسلمين في إحدى فرق الجيش الفرنسي العميل للنازية رفضوا إطلاق النار عليه هو ومجموعة من المعتقلين بحجة أنهم أسارى وأن تقاليد المسلمين تمنعهم من قتل الأسير .
على ضوء تلك المبادئ تقلب غارودي بين النظريات الفلسفية والأطروحات السياسية بحثاً عن سند فكري لفطرته الإنسانية، وربما يكون ذلك هو الدافع وراء توجهه إلى دراسة الفلسفة التي حصل فيها على الإجازة في الفلسفة من جامعة مرسيليا سنة ،1937 والدكتوراه من جامعة السربون عن أطروحته حول النظرية المادية في المعرفة في سنة ،1953 وأصبح أستاذاً في الجامعة، وأثناء ذلك تنقل بين البروتستانتية التي اعتنقها وهو فتى ووجد فيها انفتاحاً إنسانياً يملأ عواطفه المراهقة، والشيوعية التي تنظلق من وجهة نظر شمولية تدين الظلم والقهر وكل أشكال التمييز، لكن الدوافع التي جعلته ينخرط في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي ويتبنى النظرية الماركسية ويصبح فيلسوفها المنظر، هي نفسها التي ستجعله يعترض على ممارسة الشيوعية وينتقد السياسة السوفييتية الستالينية حين انحرفت إلى الظلم وكبت الحريات ما جعله يفصل من عضوية هذا الحزب سنة ،1970 ومن الناحية الفكرية سيتجه في تلك الفترة إلى تطعيم المادية الماركسية بالروحانية الكاثولوكية للتخفيف من جفاء الفكر المادي، الذي لا يعترف إلا بالشيئية ولا يرى في المعرفة والأفكار سوى إفراز للحياة المادية للإنسان، ولا تعترف بما وراء ذلك، وقد طور نظرته تلك إلى مسعى لإقامة حوار حضاري بين الأفكار والأديان دشنه بكتابه “من أجل حوار الحضارات” 1976 الذي دان فيه التعالي الغربي على الآخر واستهزاءه بالديانات والثقافات الأخرى، ونظرة هذا الغرب للآخرين على أنهم متخلفون، وأن فكرهم وحضارتهم لا تمت للإنسانية بصلة، وابتداء من هذا الكتاب سيكثف غارودي بحوثه المتعلقة بالأديان، وخاصة الإسلام والمسيحية واليهودية، التي انتهى فيها إلى الإشادة بالإسلام انطلاقاً من نظرته التسامحية وقدرته على استيعاب الحضارات الأخرى والانفتاح عليها وتقبلها، وهو، حسب غارودي ما يثبته تاريخ الإسلام، وتعززه أطروحاته الفكرية، وفي هذا السياق وضع غارودي، كتابه “مبشرات الإسلام” ،1981 ثم أتبعه بكتبه الكثيرة عن الإسلام ومنها “الإسلام دين المستقبل”، و”المسجد مرآة الإسلام” و”الإسلام وأزمة الغرب”، و”فلسطين مهد الرسالات السماوية” .
لم يكن إذاً نقد روجيه غارودي للصهيونية ومراجعته لمسلمات الغرب حولها طفرة فكرية، ولا موقفا شاذا أو انقلاباً على مسيرته الفكرية، بل كانت تكل مؤشرات هذه المسيرة المشبعة بالإنساني والعقلاني المؤسسة تأسيساً علمياً وفكرياً راسخاً تقوده إلى ذلك الموقف، وتدعوه وهو صاحب الضمير الحي والالتزام الأخلاقي إلى أن يكتب “الأساطير المؤسسة للسياسة “الإسرائيلية””، ويتقبل راضياً حكم فرنسا الصهيونية بإدانته بمعاداة السامية وحظر كتبه والتعتيم الإعلامي عليه، مطمئناً لشعور عميق بأنه أخلص لضميره، وللحق والإنسانية، وفي ذلك درس لثلة المثقفين العرب المتساقطين في صحون الصهيونية العالمية أولاً، وللإنسانية ثانياً، وسيأتي اليوم الذي تهزم فيه الصهيونية، وتعترف فيه فرنسا بأنها أخطأت في حق أحد أعظم مفكريها في القرن العشرين

الخليج
http://www.alkhaleej.ae/portal/d454cfa4-2d0c-42c3-b7cd-10bfab0a855b.aspx

صورة المدينة في الرواية

أفق
آخر تحديث:الأحد ,24/06/2012
محمد ولد محمد سالم

يضع الدكتور نبيل سليمان في كتابه “أسرار التخييل الروائي” فصلاً عن “كنائية المدينة في الرواية العربية” يستعرض فيه تمثلات المدينة في عدد من الروايات العربية، ودلالات تلك التمثلات، ويركز بوجه خاص على الروايات التي لا تعين اسم مدينة بعينها، ويسمى هذه الاستراتيجية استراتيجية (اللا تعيين) ويتوقف فيها عند كُتَّاب كثر مثل بهاء طاهر في رواية “حب في المنفى” التي تدور في مدينة أوروبية غير معينة، ويرى الدكتور نبيل أن بهاء طاهر من واقع عمله في جنيف في سويسرا أراد أن يقدم صورة لوضع المثقف العربي الذي تلفظه سلطات بلاده إلى المنفى ليعيش حياة عدمية في مدن غربية، ولارتباط الموضوع بحياة بهاء طاهر الذاتية وحياة أصدقائه، لذلك سعى إلى الكناية عن المدينة ولم يصرح بها، لكي يسمح له ذلك بدرجة من الحرية يمكن معها أن يقول ما يريده، والاستراتيجية نفسها يتبعها غازي القصيبي في رواية “العصفورية” حيث يطرح فيها نقداً للحكومات العربية وللأنظمة الدكتاتورية والفساد السياسي والاقتصادي، ويكني عن المدن بعربستان ،48 وعربستان ،49 وعربستان 50 وغيرها، وفي رواية (سلطان النوم وزرقاء اليمامة) يرسم مؤنس الرزاز ملامح لمدينة خرافية يسميها مدينة “الضاد”، وهي مدينة مفتتة الملامح غير واضحة المعالم، تحمل ضبابية ولا يمكن أن نحدد لها جغرافياً قارة، ويرى سليمان أن الرزاز أراد أن يقدم صورة رمزية لحال التشظي والتمزق التي تعيشها المدن العربية والإنسان العربي في داخلها .
مهما كانت التمثلات التي يمكن أن يستنتجها الدكتور نبيل سليمان أو غيره للمدينة العربية في الرواية، فإن صورة المدينة في الرواية العربية ترتبط بقضية كبرى، هي صورة الواقع في الرواية، أو بعبارة أخرى الحدود بين المتخيل والواقع في السرد الروائي العربي، ما حدود الخيال؟ وما حدود الواقع؟ وأين ينبغي أن يتوقف أحدهما ليبدأ الآخر؟ وهي إشكالية دار فيها كثير من المعالجات النقدية المتعلقة بالرواية، ويمكن أن نشير فقط إلى أنه ليس هناك قوانين تحدد للكاتب علامات التوقف عند أي حد من الطرفين (الواقع والخيال) والعامل الأساس في وضع أية حدود هو رؤية الكاتب أو المنظور الروائي الذي يسعى إلى بناء الأحداث منه، وما يريد أن يقوله من خلاله، فهو الذي يفرض عليه خياراته بين الاتجاهين، فمادة الواقع كمادة الخيال خامتان أوليان يعجن منهما المبدع منتجه بمقادير تزيد وتنقص بحساب ما يمكن أن تدلا عليه في السياق الذي يضعهما فيه>
من هذا المنظور فإن المهم في المدينة في الرواية ليس اسمها ولا ملامحها ولا التصريح بها أو التكنية عنها، بل المهم هو ما صورة تلك المدينة في سياق الرواية؟ وما تدعم به توجهات الكاتب في رسم الشخصيات والأحداث؟ ففي رواية “دروز بلغراد” لربيع جابر ليس المهم أن تكون الصورة التي قدمها لبيروت هي الصورة الحقيقية لبيروت في منتصف القرن التاسع عشر، بل المهم هو أن هذه الصورة خدمت وجهة نظر الكاتب وفضاء الحدث ومجال تحرك الشخصيات .
dah_tah@yahoo.fr
الخليج: http://www.alkhaleej.ae/portal/9d213d70-b115-4cf2-b9be-94bf8d2ff612.aspx

بين الكلمة والصورة

أفق
آخر تحديث:الأربعاء ,27/06/2012
محمد ولد محمد سالم

منذ أن ظهر الاستعمار في بلاد العرب كان يتبلور نوع من الخطاب الأدبي تبدت ملامحه في رفض الاستعمار وإدانته والتصدي له، والاعتزاز بالأرض وناسها المنغرسين فيها، والوقوف في وجه كل مسعى يريد أن يشوه ملامح الوطن وقيمه الحضارية، وقد عرف هذا الاتجاه ذروته واكتماله مع مجموعة من شعراء الأرض المحتلة، أطلق عليهم النقاد “شعراء المقاومة”، ثم لم يلبث هذا اللون من الأدب أن تطور ليصبح كل أدب يقاوم الظلم والدكتاتورية، وعرفت نماذج منه في المشرق والمغرب في العقود الماضية .
واليوم يبدو هذا الاتجاه شبه معدوم أو خافت الصوت لا يكاد يسمعه أحد، رغم انفجار وسائل الاتصال، وسرعة انتشار المعلومة، فلا يكاد يصل إلى سمع المتلقي العربي صوت شعراء المقاومة - إن كان لا يزال هناك شعراء مقاومة-، والمفارقة هي أن أسباب هذا الشعر تضاعفت في السنوات الأخيرة، واستشرى الظلم والجور، بل القتل والإبادة بشكل لافت في بعض أرجاء الوطن العربي، فأين هم شعراء المقاومة أصحاب الكلمة الحرة الحارقة القادرة على التأثير في الجماهير، الكلمة التي تفعل مفعول البندقية بما تحركه من عزائم وترفعه من معنويات وإصرار في وجه الظالم؟ هل يئس الشعراء من الواقع فانصرفوا عنه أو استبدلوا المظاهرات وأشكال المقاومة الأخرى بالكلمة؟
قد تبدو صورة حية لمئات الآلاف من الجماهير المحتشدة بصخبها وشعاراتها، وصورة لدمار هائل ودخان يتصاعد من أرجاء حي شعبي، وتتناثر على شوارعه أشلاء القتلى، ويلوذ سكانه بجدران المباني بحثاً عن طريق للفرار من الرصاص والصواريخ، يتم عرضها على شاشة التلفزيون أو في اليوتيوب، أقدر على التأثير من الأدب، وأشد وقعاً من تلك القصائد المنمقة، وهو ما يجعل المتلقي ينصرف إلى تلك الأشكال التعبيرية غير الأدبية، لأنها تصل إليه بأدق تفاصيلها بشكل مباشر وصادم، وتمتلك عليه حواسه ووجدانه بشكل لا يستطيع معه التفكير في غيرها، ولهذا يبدو أن حلول تلك الأشكال التعبيرية محل الكلمة على الأقل في الوقت الراهن أمر لا مفر منه، وهو ينذر باستقالة الشعراء ونزولهم عن عروشهم .
لكنّ هناك فرقاً جوهرياً بين تأثير الصورة وتأثير الكلمة، وهو أن الصورة جامدة وذات بعد تأويلي واحد، لا تتجاوزه، وهي تخاطب العين التي يمكن أن تتعود على الأشياء وتقبل بالتعايش معها، بينما الكلمة تأتي في سياق جملة تحتمل أوجهاً تأويلية عدة، وهي تخاطب السمع والبصر والعقل والوجدان، وهي متقلبة عبر الزمن، وعبر سياق الأحداث، ولا حصر لتأويلاتها، ومن هنا فهي تظل دوماً صادمة ومحفزة، يسمعها المتلقي للمرة الألف كأنها المرة الأولى فتنتفض حواسه وتثور نفسه، لذلك فإن الشعر لا يمكنه أن يستقيل أو يقال، أو ينزوي عن ملعبه الأول، وهو ملعب المقاومة ضد القبح والظلم والقهر، فلا بد أن يعلو صوته بمقاومتها، لا بد أن يقول لها “لا” عالية مدوية في جهات الأرض الأربع .
Dah_tah@yahoo.fr

الخليج:
http://www.alkhaleej.ae/portal/85ca86c5-d607-4b3c-820c-24a7e0eed58a.aspx