بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 مايو 2011

خطة ثقافية مستمرة


أفق
خطة ثقافية مستمرة
آخر تحديث:السبت ,02/04/2011
محمد ولد محمد سالم
من جديد يؤكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن خطة الشارقة الثقافية ليست خطة آنية ولا هي فكرة عابرة، بل هي خطة مستمرة منذ اثنتين وثلاثين سنة حسب ما أعلنه سموه في حفل ختام أيام الشارقة المسرحية الذي أعاده إلى ذلك التاريخ البعيد، حيث كان الأمل والطموح لدى سموه ولدى زمرة من المحيطين به من الشباب الطامحين دافعاً له لوضع خطة مستمرة للنهوض بالثقافة وبالمسرح خاصة وذلك في عام 1979 حين قال لهم: “لنوقف ثورة الكونكريت ولنبدأ ثورة الثقافة” ثم أردف لهم: “إنني سأفاجئ الشباب بما أخططه للثقافة، والآن وبعد مضي 32 عاماً من ذلك الإعلان نحن نصل إلى ما كنا نصبو إليه” .
تقرير لجنة التحكيم الذي قرأته الفنانة جيانا عيد رئيسة اللجنة وأشادت فيه بنضوج تجربة أيام الشارقة ورسوخها كواحدة من أهم المهرجانات العربية، وباكتمال العناصر الفنية للعروض المسرحية المتقدمة للمسابقة، يدل على نجاح هذه الدورة، خاصة من ناحية قدرة الفرق على تقديم عروض تمتلك العناصر الأساسية للعرض المسرحي، وهو ما يعني تقدماً كبيراً على مستوى الممارسة، وقد عنى ذلك لصاحب السمو أن الخطة التي وضعها للشارقة لتكون عاصمة للثقافة قد آتت أكلها، خاصة في مجال المسرح، وقد عبر سموه عن ذلك قائلاً: “إن كلمات لجنة التحكيم عن نضوج واكتمال تلك الأعمال المسرحية التي قدمت خلال أيام المهرجان، لهي شرف لي ولجميع العاملين معي من أجل الارتقاء بالمسرح الإماراتي” .
وبما أن النجاح هو دوماً حافز على السير قدماً وعلى تطوير التجربة، فإن سموه لم ينس في غمرة الفرحة بتلك اللحظات أن يتخذ قرارات جديدة في سبيل استمرار تطوير تجربة الأيام المسرحية وتطوير التجربة المسرحية الإماراتية ودعم التجارب العربية، وعياً منه أن المسرح هو الأداة الأولى في بث الوعي لدى الشعوب وتحفيز نهضتهم، وأن وجوده ورسوخه علامة على نضج المجتمع، وقد أشار إلى تلك العلاقة بين المجتمع والمسرح حين تحدث عن حرصه الدائم على معرفة كم الحضور الذين تابعوا العرض، وكان ارتفاع الحضور في هذه الدورة واحدا من الأدلة التي لمس فيها سموه دليلاً على ذلك النجاح، وعلى أن المسرح في الإمارات أصبح يؤدي رسالته كما أرادها له، لذلك قرر سموه أن تطبق التوصيات التي قدمتها لجنة التحكيم حرفياً .
يحق لصاحب السمو حاكم الشارقة كما عبّر عن ذلك أن تغمره السعادة بهذا الإنجاز الذي عمل عليه طيلة تلك السنوات، والذي حفز طاقات مسرحية كبيرة ودفع إلى إنشاء فرق عاملة في جميع أنحاء الدولة، وأثمر حركة مسرحية رائدة، وأن يستعيد البدايات الأولى التي كانت حافزاً على الوصول إلى هذه النتائج، والصعوبات التي واجهت سموه وأترابه حين كانوا فتياناً صغاراً وهم يخطون خطواتهم الأولى في سبيل إنشاء حركة مسرحية لا يملكون لها سوى الطموح .
كما يحق للمسرحيين وللحركة المسرحية في الإمارات بل وفي الوطن العربي أن تفرح بهذا الدعم والتفكير الدائم من لدن سموه في ما يمكن أن يطور تلك التجارب ।

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق